Share This Post

Share on facebook
Share on linkedin
Share on twitter
Share on email

قال الله تعالى: (لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)، وقال تعالى: ( إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ )

فالإصلاح بكل مجالاته وأنواعه من أعظم الأدوار التي يجب أن يتميز بها المسلم لشرف هذه الوظيفة ومكانتها فلقد شرف الله بها الأنبياء وورثتهم

وإن هذه الآيات وغيرها كثير في كتاب الله تعالى لتوضح للمؤمن دوره ووظيفته في هذه الحياة، فلا مهمة ولا وظيفة ولا دور أهم وأعظم من الإصلاح من خلال منهج وعقيدة التوحيد التي تضمن لمعتنقيها الحياة الفاضلة والعزة والكرامة والسيادة والريادة

وهذا ما أكده النبي صلى الله عليه وسلم ، ووضحه في حديثه فقال عليه الصلاة والسلام” مَثَلُ القَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاَهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ المَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا، وَنَجَوْا جَمِيعًا “

وهذا الحديث يبين لنا مدى أهمية مساهمة المسلم الفعالة والبناءة ودوره في بناء وحماية المجتمعات والحفاظ عليها من الدمار والهلاك، وأن اللامبالات ستؤدي حتماً إلى عاقبة وخيمة وسيئة لا تحمد عقباها

فليكن للمسلم بصمته الخاصة وموقفه المتميز الذي يرضي الله ، في الحفاظ على الهوية الإسلامية ، فهي الضمان لنا من الضياع والذوبان والإنحلال، فلنعتز بإسلامنا وإيماننا، فلقد قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه:  ” إنا كنا أذل قوم، فأعزنا الله بالإسلام، فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به، أذلنا الله ” ، ولنكن الغرباء الذين قال فيهم رسول الله عليه الصلاة والسلام: ” بدأ الإسلام غريباً , وسيعود غريباً كما بدأ , فطوبى للغرباء , قيلَ : يا رسول الله ! ومن الغرباء ؟ قال: الذين يصلحون إذا فَسَدَ الناس “، وفي رواية ”  الذين يُصلحون ما أفسد الناس من سنتي “

أيها المؤمنون إن للإصلاح شرف وعز لا يعرف قدره ومكانته إلا الله حيث قال سبحانه: ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ) ، فإذا أرادت هذه الأمة أن ترقى وأن تعود لسابق عهدها من العز والكرامة والخيرية فلاسبيل لها إلا أن تسلك طريق المصلحين الذين كانوا صمام أمان على مر العصور والأزمان

.اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارقنا اجتنابه ، اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سبباً لمن اهتدى

الشيخ رياض الرفاعي

More To Explore

Join Our Mailing List

We send out important announcements that concern Muslims in Australia.